فازت مصر ببطولة امم أفريقيا لكرة القدم للمرة الثانية على التوالى والسادسة فى تاريخها وبفوزها أنطلقت الأفراح فى مدنها الرائعة والجميلة ولأن مصر عربيه فقد امتد هذا الأنجاز التاريخى ليكون أنجاز العرب كافة من المحيط الى الخليج ، ولأن لكل أنجاز ابطال فقد كان المنتخب المصرى بقيادة المعلم حسن شحاته بطلا من دون اى منازع للقارة السمراء ..
أعلم جيدا بأن الحديث يطول ويطول عن كل لاعب بارع فى هذا المنتخب الرائع ، ولكن ومن دون أن أقلل من قيمة اى نجم من نجوم المنتخب المصرى فقد أخترت لمقالتى هذه لاعبا واحدا ، شعرت بأنه كان مظلوما فى فترة من الزمن من قبل أتحاد قارتنا السمراء بقيادة الكاميرونى عيسى حياتو ، أنه النجم العربى المصرى الخلوق والمبدع محمد ابوتريكه ، وحتى لا أطيل أقول بأن ابوتريكه اليوم بعث رسالته بقوة لرئيس الأتحاد الأفريقى لكرة القدم ولكل من ظلموه فى تصويت أختيار أفضل لاعبى القارة السمراء وتحديدا عام 2006 ، ارسلها ليفهما الجميع قائلا بكل تواضع ليس كل مايلمع ذهبا ، فقد حان الوقت لتعلموا بأننى ظلمت من قبلكم ايها المصوتون ، فها أنا ذا أمبرطورا حقيقا أستحق ان أكون على قمة هرم أفضل لاعبى القارة السمراء ..
مقالتى هذه هى امتداد لمقالة سطرتها على صدر صفحات هذا الموقع فى غرة عام 2007 كرد فعل طبيعى من عاشق لكرة القدم وكعربى يحب الأنتماء لأبناء عمومته رغم اننى لست مصريا ولا أهلاويا ، كرد فعل على عدم أختيار النجم محمد ابوتريكه من بين أفضل ثلاثة لاعبين فى القارة السمراء لعام 2006 فيومها كتبت بحرقة وألم تحت عنوان مالمطلوب من ابوتريكه حتى يكون ضمن أفضل ثلاثة لاعبين فى القارة السمراء ؟
كتبت يومها وقبل أكثر من عام من هذا اليوم الذى يشهد تتويج الفراعنه ابطالا مرة ثانية بقيادة بوتريكه " مع احترامى للاعبين الثلاثه الذين وصلوا الى القائمة النهائية الا أننى حزنت بشده على استبعاد اللاعب المصرى محمد ابوتريكه رغم اننى لست مصريا ولا اهلاويا فقط لأننى أعشق من يبذل الجهد ويخلق الأبداع وهذا اللاعب قدم الكثير وحصد العديد من الألقاب ليس مع برشلونه وتشيلسى وبما يملكانه من نجوم كثر وأمكانات وأنما مع لاعبين عرب وأفارقه وبأمكانات لاتقارن مع امكانات هذه الأنديه المعروفه عالميا ..
الأختيار النهائى أثار لدى العديد من التساؤلات والتى من اهمها .. مالمطلوب من ابوتريكه ليكون على الأقل ضمن قائمة أفضل ثلاثة لاعبين فى افريقيا ؟ هل يجب ان يكون فى تشيلسى أو برشلونه ؟ أم يجب ان يتوج هدافا لبطولة كأس العالم ويفوز بها ؟ ولماذا لم يأخذ من قاموا بالتصويت ماحققه اللاعب مع نادى عربى افريقى فى الأعتبار ؟ ولماذا لم ينظروا اليه بعين التشجيع للمواهب التى تلعب ضمن أطار القاره دون مساعدة اى امكانات اوروبيه ؟ وهل ماحققه اللاعب من انجازات لايكفى للوصول الى مرتبة أفضل ثلاثة لاعبين ؟
نترك الأجابه لمن يهمهم الأمر ، ونبقى مع لاعبنا الخلوق ابوتريكه الذى تعرض للظلم بكل ماتحمل الكلمة من معنى فهذا اللاعب برز مع ناديه الأهلى ومع زملاؤه بالفريق وحقق الكثير من النتائج المبهره على الصعيدين المحلى والقارى أضافة الى العالمى ، التمريرات التى تلقاها لم تكن من رونالدينيهو البرازيلى ولا من البرتغالى ديكو او من الأرجنتينى ميسى ولم يكن الى جانبه الأوكرانى شقشينكو ولا الألمانى بالاك ولا الأنجليزى لامبارد وغيرهم وغيرهم كثيرين ..
ابوتريكه قاد منتخب مصر الى الفوز بلقب بطولة امم افريقيا وكان صاحب الركلة الشهيره التى جاء من خلالها التتويج وهو من قاد الأهلى المصرى للفوز بدورى ابطال افريقيا بتسجيله للهدف الحاسم فى مرمى الصفاقسى التونسى وهو هداف البطولة وهو من فاز بكأس السوبر الأفريقى على حساب الجيش الملكى المغربى ..
ابوتريكه هو من قاد الأهلى المصرى للفوز بالمركز الثالث فى بطولة اندية العالم وهو من توج هدافا للبطولة ، ابوتريكه هو من فاز مع الأهلى المصرى بالدورى المصرى والكأس وكأس السوبر وهو هداف الدورى المصرى الموسم الماضى وهو من أختير كأفضل لاعب عربى عام 2006 ..
مالمطلوب من ابوتريكه ليكون ضمن افضل ثلاثة لاعبين فى افريقيا ؟ مالمطلوب من ابوتريكه لكى يصوت له اخواننا فى القارة السمراء ؟
ختاما صدر حكم المصوتون وأختاروا حسب اراءهم من فاز باللقب عدة مرات ومن يلعبون فى أفضل الأندية الأوروبيه ، وأغمضوا اعينهم عن هذا اللاعب المتميز الذى قدم جهدا كبيرا سيبقى مهما حصل عالقا فى الأذهان فى اشارة واضحه الى ان الأختيار محكوم هذه الأيام بالبهرجة وقوة النفوذ أضافة الى اننا كعرب نبقى مهما حققنا متأخرين حتى عند اخواننا الأفارقه رغم أننى كنت اراهن على ان الأتحاد الأفريقى سيعطى الأولويه لهذا اللاعب على اساس مبدأ تشجيع المواهب المحليه كما يفعل اتحاد امريكا الجنوبيه ولكن أكتشفت بأننى كنت على خطأ ومهما حصل سيبقى عندى وعند غيرى ممن يقدرون الجهد محمد ابوتريكه أفضل لاعبي افريقيا عام 2006 مع أحترامى لدروجبا وايتو ومايكل ايسيان "
هذه الأسطر جاءت أمامى اليوم وكاننى كتبتها فى هذا الوقت وانا أتابع نهائى بطولة امم افريقيا وتحديدا ابداعات الفنان ابوتريكه ، فكل تمنياتى بعد فوز مصر باللقب كانت مع ابوتريكه فى ان يصرخ هذا الرجل فى وجه كل من تواجد فى الملعب وفى المنصة الشرفية تحديدا ،أن يصرخ فى وجه رئيس الكاف عيس حياتو وفى وجوه من ظلموه قبل عام ، ليقول أنا الأجدر وأنا الأفضل ..
ولأنه صاحب روح طيبه وأخلاق عاليه وقيم ومثل يجب ان يحتذى بها كافة لاعبينا ، فقد أخذ بوتريكه حقه كاملا ومن دون نقصان ، كيف لا ؟ وهو من أدخل الفرحة فى قلوب الملايين بهدف سيبقى فى الذاكرة طويلا ، بهدف صار حديث الصغير والكبير ، بهدف جر كأس افريقيا لتكون فى أحضان أم الدنيا مصر ..فهذا الهدف كان فى مرمى الكاميرون بلد حياتو ليرفع درجات تأنيب الضمير الى أعلى مدى عند رئيس الكاف وعند من فضلوا أصحاب الملايين عن ابن البسطاء يوما ما ..
فبعد انجازات 2006 واستراحة 2007 هاهو الأمبراطور يقولها للجميع ، لقد ظلمتنى قارتى ياسادة واستبعدتنى من حلم ان أكون حامل لواء لاعبيها يوما ما ، ولكننى ها انا ذا ( محمد ابوتريكه ) صاحب الأفعال ، صاحب الأبداعات والأنجازات ..
وبدورى أكرر ماقلته قبل أكثر من عام " مهما حصل ستبقى ياابوتريكه عندى وعند غيرى ممن يقدرون الجهد أفضل لاعبي افريقيا مع أحترامى لدروجبا وايتو ومايكل ايسيان وغيرهم من النجوم